المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

180

إنّ الكاتب (صالحي نجف آبادي) لم يقرّ بنتيجة إيجابيّة أسفرت عن شهادة الإمام (عليه السلام) سوى قوله بحصول فوائد جانبيّة، منها: تحوّل شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى مدرسة سيّارة عمّقت حبّ الحسين (عليه السلام) في قلوب محبّيه، وألهمتهم دروس التضحية والفداء، وعلّمتهم أحكام وأخلاق دينهم نتيجة مظلوميّته وتضحيته العظيمة في سبيل الإسلام.

إنّ الجواب عن هذه الاستدلالات يكمن في الرأي الذي طرحه اُستاذنا الشهيد (قدس سره) والذي سبق ذكره من أنّ ثمّة فائدة عظيمة ترتّبت على شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)، ألا وهي علاجه للمرض الذي كانت الاُمّة مبتلاةً به، وهو مرض فقدان الإرادة أو فقدان الضمير؛ إذ كانت الاُمّة بحاجة إلى علاج جذري لإعادة إرادتها وثقتها بنفسها إليها، ولكي لا تستسلم أكثر لمؤامرات حكّام بني اُميّة، فجاءت شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) كعلاج للاُمّة من هذا المرض الوبيل، وفعلاً بعد شهادة الإمام (عليه السلام) استعادت الاُمّة ثقتها بنفسها، ونهضت معلنة صرخة الرفض لكلّ أشكال الحكم المنحرف، وحدثت ثورة التوّابين، وثورة المختار الثقفي، وثورة زيد بن عليّ وغيرها من الثورات، وكانت تعبّر هذه الثورات برغم انتكاستها عن مدى التأثير الذي أحدثته شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) في نفوس أبناء الاُمّة، وكانت تدلّل في الوقت نفسه على دخول الاُمّة في عهد جديد من أبرز ملامحه: