المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

170

وقد رأى أن يكون هو الضحيّة التي سوف تهزّ الضمائر، ولم يكن أحدفي الاُمّة مرشَّحاً لهذه المنزلة سواه، فأقدم على الشهادة، فكانت شهادته منعطفاً بارزاً وقويّاً في وعي الاُمّة وحياتها، وكان أثرها في النفوس عظيماً؛ إذ تحرّكت الحياة في الضمائر المريضة، وحدثت الانتفاضات والثورات من بعده إلى أن تقوّض حكم بني اُميّة، وظلّ دم الإمام الحسين (عليه السلام) منذ استشهاده وإلى اليوم محرِّكاً للثوّار وملهماً لشيعة آل البيت (عليهم السلام) في كلّ حين.

إنّ الكاتب (صالحي نجف آبادي) استدلّ على رأيه بالتصريحات والشعارات التي أطلقها الإمام الحسين كقوله (عليه السلام): «إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي (صلى الله عليه وآله)»(1). وكذلك استدلّ بالرسائل والكتب التي بعثها (عليه السلام) إلى أهل البصرة والكوفة والتي حثّهم فيها على نصرته، والتي كانت تعني في ما تعني أنّ الإمام (عليه السلام) عازم على إرساء قواعد حكم إسلامي صحيح بعد القضاء على الانحراف والظلم، هذا من جهة. ومن جهة اُخرى يؤكّد (صالحي نجف آبادي) على أنّ الوضع الاجتماعي وقتئذ كان يلحّ



(1) بحار الأنوار لدرر أخبار الأئمّة الأطهار 44:329 بحسب الطبعة الرابعة لمؤسّسة الوفاء ببيروت.