المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

165

لقد(1) توّج الإمام الحسين (عليه السلام) حياته السياسيّة بصنع حدث كبير هزّ الضمائر، وآل إلى تحوّلات عظيمة على صعيدَي الفكر والواقع الاجتماعي، فكانت الثورة هي ذلك الحدث الذي انطلق لمواجهة الانحراف الحكومي المتمثّل وقتئذ بيزيد بن معاوية، في وقت كانت الاُمّة قد بلغت حدّاً من النضج جعلها تدرك تلك الأوضاع، وتدرك ضرورة تغييرها، فجاء الإمام الحسين (عليه السلام) لينقل هذا الوعي إلى ذروة المواجهة، وليعلن الثورة على الظالمين، مستعيداً سيرة جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) طالباً للإصلاح في اُمّته، ضارباً أروع الأمثلة للتضحية من أجل المبادئ، وبذلك أسّس الإمام الحسين (عليه السلام) وعياً سياسيّاً جديداً يأبى المصالحة مع الحاكم المنحرف، ويأبى السكوت على انحرافه، أو الركون إليه



(1) راجع: كتاب الإمامة وقيادة المجتمع (لسماحة آية الله العظمى السيّد كاظم الحسيني الحائري دام ظلّه) 1:202 بحسب الطبعة الثانية لدار البشير بقم.