المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

126

حينما جاءت زينب (عليها الصلاة والسلام) ومرّت في موكب السبايا، في الضحايا، حينما التفتت إلى أخيها، حينما اتّجهت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) تستنجده، أو تستصرخه، أو تخبره عن جثّة الإمام الحسين (عليه السلام) وهي بالعراء، عن السبايا وهنّ مشتّتات، عن الأطفال وهم مقيّدون، حينما أخبرت جدّها (صلى الله عليه وآله) بكلّ ذلك ضجّ القتلة كلّهم بالبكاء، بكى السفّاكون، بكى هؤلاء الذين أوقعوا هذه المجازر، بكوا بأنفسهم(1).

إذاً، فالبكاء وحده ليس ضماناً، العاطفة وحدها ليست ضماناً لإثبات أنّ هذا ـ صاحب العاطفة ـ لا يقف موقفاً يقتل فيه الإمام الحسين (عليه السلام)، أو يقتل فيه أهداف الإمام الحسين (عليه السلام).

لابدّ من امتحان، ولابدّ من تأمّل، لابدّ من تدبّر، لابدّ من تعقّل؛



(1) «فَلَطَمْنَ النسوة وصِحْنَ حين مررن بالحسين، وجعلت زينب بنت علي تقول: يا محمّداه! صلّى عليك مليك السماء، هذا حسين بالعراء، مرمّل بالدماء، مقطّع الأعضاء، يا محمّداه! وبناتك سبايا وذرّيّتك مقتّلة تسفي عليها الصبا! فأبكت كلّ عدوّ وولي». المصدر السابق، وتاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 5:456 بحسب الطبعة الثانية لدار التراث ببيروت.