المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

123

هذا نهاية فقدان الإرادة عندما الرجل يذوب ويتميّع؛ لأنّ امرأةًواحدةً تأتي وتنتزعه انتزاعاً.

هذه المرأة هي نفسها تلك المرأة التي وقفت بعد الإمام الحسين (عليه السلام) تلك المواقف العظيمة على طول الخطّ.. هذه المرأة هي نفس تلك المرأة التي أحبطت مؤامرةَ إمارة عمر بن سعد حينما مات يزيد بن معاوية، وبويع من قبل الاُمويّين في الكوفة لعمر بن سعد مؤقّتاً، عمر بن سعد أصبح أميراً على الكوفة، من الذي أسقط إمارة عمر بن سعد؟

أسقطته تلك المرأة التي كانت تذهب إلى زوجها وأبيها وأخيها تنتزعهم انتزاعاً عن مساندة مسلم بن عقيل، وتقول لهم: «لا شغل لك مع السلاطين»، هذه المرأة بنفسها قامت بمظاهرة، وقفت أمام عمر بن سعد تندب الحسين (عليه السلام) وتصيح: «إنّ قاتل الحسين لا يمكن أن يكون أميراً في الكوفة»، حتّى سقط عمر بن سعد(1).



(1) «فلمّا همّوا بتأميره أقبل نساء من همدان وغيرهنّ من نساء كهلان والأنصار وربيعة والنخع حتّى دخلن المسجد الجامع صارخات باكيات معوّلات يندبن الحسين، ويقلن: أما رضي عمرو بن سعد بقتل الحسين حتّى أراد أن يكون أميراً علينا على الكوفة، فبكى الناس، وأعرضوا عن عمرو». مروج الذهب 3:85 بحسب الطبعة الثانية لدار الهجرة بقم.