المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

114

المحرّم أن يجنّد عشرات الاُلوف من أبناء هذا البلد، الذي كان ـ ولا يزالإلى ذلك الوقت ـ يحمل رسالة علي (عليه السلام)، والولاء لعلي، جنّد من هذا البلد عشرات الآلاف، واستجاب له مئاتٌ من الأشخاص الذين كانوا قد حاربوا مع الإمام علي (عليه السلام) في صفّين، وحاربوا مع الإمام علي في سائر مراحل جهاده:

أ ـ استجاب له شخصٌ من قبيل عمرو بن الحجّاج. ومن هو عمرو بن الحجّاج؟

عمرو بن الحجّاج هو من اُولئك الذين اضطُهدوا في سبيل الإمام علي (عليه السلام)، ومن اُولئك الذين عاشوا المحنة أيّام زياد، ولكنّه لم يستطع أن يواصل المحنة، طلّق عقيدته قبل أن يصل إلى آخر الشوط؛ لأنّه شعر أنّ هذه العقيدة تكلّف ثمناً غالياً، وأنّه إذا طلّقها أمكنه أن يشتري بدلاً عنها دنيا واسعة.

هذا الشخص (عمرو بن الحجّاج) الذي رافق الإمام عليّاً (عليه السلام) في جهاده انهار أخيراً، انتهت إرادته، وانتهت شخصيّته كإنسان مسلم يفكّر في الإسلام.

عمرو بن الحجّاج نفسه هو الذي كلّفه عمر بن سعد بأسوأ عمل يمكن أن يُكلَّف به إنسان، كلّفه بالحيلولة دون سيّد الشهداء (عليه السلام) والماء، فبقي واقفاً على الماء يمنع ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) والبقيّة الباقية من ثقل النبوّة عن أن يشربوا من الماء.