المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثالث

246

 

7 ـ أحاديث في مستوى البراءة العقليّة:

بقي الكلام فيما يمكن أن يستدلّ من الأخبار على البراءة في درجة قاعدة قبح العقاب بلا بيان المحكومة لأدلّة الاحتياط إن تمّت. وما وجدناه في ذلك أربعة أحاديث:

الحديث الأوّل: ما ذكره الكلينيّ(رحمه الله) في الكافي من حديث حمزة بن الطيّار، وقد روى ذلك بسندين:

فتارةً روى عن محمّد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعد، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن ابن الطيّار، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: «إنّ الله احتجّ على الناس بما آتاهم وعرّفهم»(1).

واُخرى روى عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عليّ بن الحكم، عن أبان الأحمر، عن حمزة بن الطيّار، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: قال لي: «اكتب»، فأملى عليّ: «إنّ من قولنا: إنّ الله يحتجّ على العباد بما آتاهم وعرّفهم ثمّ أرسل إليهم رسولاً وأنزل عليهم الكتاب فأمر فيه ونهى، أمر فيه بالصلاة والصيام، فنام رسول الله(صلى الله عليه وآله) عن الصلاة فقال: أنا اُنيمك وأنا اُوقظك، فإذا قمت فصلّ ليعلموا إذا أصابهم ذلك كيف يصنعون، ليس كما يقولون: إذا نام عنها هلك، وكذلك الصيام أنا اُمرّضك وأنا اُصحّك، فإذا شفيتك فاقضه»، ثمّ قال أبو عبد الله(عليه السلام): «وكذلك إذا نظرت في جميع الأشياء لم تجد أحداً في ضيق ولم تجد أحداً إلاّ ولله عليه الحجّة، ولله فيه المشيئة، ولا أقول: إنّهم ما شاؤوا صنعوا»، ثمّ قال: «إنّ الله يهدي ويضلّ»، وقال: «وما اُمروا إلاّ بدون سعتهم، وكلّ شيء اُمر الناس به فهم



(1) اُصول الكافي، ج 1، باب البيان والتعريف ولزوم الحجّة، ح 1، ص 162 و 163.