المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثالث

205

صحيح إلى جميع كتب سعد بن عبد الله ورواياته، وقد مضى أنّ المقصود من ذلك جميع ما وصله من كتبه ورواياته، وهذا الحديث قد وصله؛ إذ الشيخ يروي كتاب الخصال والتوحيد عن الصدوق، وهذا الحديث موجود فيهما، فهذا وجه لتصحيح هذا الحديث خال عن التعقيد وفي غاية اللطافة.

بل يمكن تتميم المطلب حتّى لو فرض أنّ التوحيد والخصال لم يصلا إلى الشيخ؛ وذلك لأنّ الصدوق قد وقع في هذا الطريق الصحيح للشيخ إلى سعد بن عبد الله حيث يقول: أخبرني بجميع كتبه ورواياته عدّة من أصحابنا عن محمّد بن عليّ بن الحسين (يعني الصدوق) عن أبيه، ومحمّد بن الحسن عن سعد بن عبد الله عن رجاله، ثمّ يقول الشيخ(رحمه الله): قال محمّد بن عليّ بن الحسين: إلاّ كتاب المنتخبات، فإنّي لم أروها عن محمّد بن الحسن إلاّ أجزاء قرأتها عليه... بناءً على أن يستظهر بهذا الاستثناء في هذا السياق أنّ الصدوق قد قال: (أخبرنا بجميع كتبه ورواياته فلان عن فلان إلاّ كتاب المنتخبات)، ومعنى جميع كتبه ورواياته ـ كما عرفت ـ جميع ما وصلني من كتبه ورواياته، ولا شكّ في أنّ هذا الحديث قد وصل الصدوق؛ لذكره في توحيده وخصاله، فهو مشمول لهذا الكلام(1).

 


(1) يبدو لي أنّ هذا الوجه وحده لا يتمّ؛ لأنّ الظاهر أنّ المقصود بكلمة (رواياته) في (أخبرني بكتبه ورواياته) هي الكتب التي يرويها بلا واسطة أو بالواسطة، لا الروايات الشفهيّة التي يصعب عادةً إضافتها إلى سند موحّد، ولذا ترى أنّ عطف الروايات على الكتب لم يرد في فهرست الشيخ، إلاّ بالنسبة للرواة المتأخّرين الذين يعتبرون مشايخ إجازة للكتب من قبيل أحمد بن محمّد بن عيسى، ومن في طبقته، ومن يقع في الطبقات التي تأتي بعد تلك الطبقة. أمّا بالنسبة للرواة المتقدّمين كزرارة وأضرابه ممّن كانوا رواة