المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثالث

190

وتحقيق الكلام في هذا الوجه مبنيّ على معرفة معنى قول الشيخ: (أخبرنا بجميع كتبه ورواياته فلان عن فلان)؛ إذ توجد في المراد منه بدواً احتملات عديدة:

الأوّل: أن يكون المقصود جميع الكتب والروايات التي تكون في علم الله لمحمّد بن الحسن الصفّار مثلاً.

والثاني: أن يكون المقصود جميع الكتب والروايات التي ينسبها الشيخ إليه، ويعتقد وجداناً وتعبّداً أنّها له.

والثالث: أن يكون المقصود جميع الكتب والروايات التي تنسب إليه.

والرابع: أن يكون المقصود جميع الكتب والروايات التي تنسب إليه، ووصلت إلى الشيخ.

أمّا الاحتمال الأوّل فلا يكون عقلائيّاً كما هو واضح؛ إذ لا يمكن عادةً للشيخ(قدس سره) أن يعلم جميع ما صدر في علم الله من أخبار عن الصفّار، ويعلم أنّه ليس له غير ما علمه هو.

ولو تمّ هذا الاحتمال تمّ هذا الوجه من نظريّة التعويض؛ إذ إنّ هذا الحديث لا نحتمل كون الشيخ قاطعاً بعدم صدوره من الصفّار، وإلاّ لما كان ينقله في كتابه، والمفروض أنّه لا يوجد حديث يشكّ الشيخ في أنّه صادر من الصفّار أو لا، فينحصر في أنّه كان قاطعاً بصدور هذا الحديث من الصفّار، فهو داخل في عموم قوله: (أخبرنا بجميع كتبه ورواياته فلان عن فلان)(1).

ومن هنا ظهر حال الاحتمال الثالث، فإنّه أيضاً ليس عقلائيّاً؛ إذ عادةً لا يمكن للشيخ أن يعلم بجميع ما ينسب إلى الصفّار، ويعلم أنّه لا ينسب إليه غير ما علم به.



(1) أو يقال: إنّ هذا الحديث لو لم يكن قد وصله عن هذا الطريق لقطع بكذبه، لعلمه بأنّ جميع كتبه ورواياته وصلته عن هذا الطريق، ولو قطع بكذبه لما رواه في كتابه.