المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثالث

185

ولكن الواقع: أنّ هذا لا يشفع لتصحيح سند الحديث في المقام، فإنّ رواية أحمد بن محمّد بن عيسى، عن إسماعيل بن جابر الجعفيّ الذي هو من أصحاب الباقر والصادق(عليهما السلام) من دون واسطة يطمأنّ بخلافه، فإمّا أنّ إسماعيل الجعفيّ هنا شخص آخر لا نعرفه، وإمّا أنّ الواسطة بينه وبين أحمد بن محمّد بن عيسى محذوف. ويؤيّد عدم كون أحمد بن محمّد بن عيسى هو الراوي المباشر لحديث الرفع عن إسماعيل بن جابر الجعفيّ المعروف اُمور:

الأوّل: أنّ أحمد بن محمّد بن عيسى روى في روايات عديدة عن إسماعيل بن جابر بواسطة البرقيّ.

الثاني: أنّه لم ينقل عن أحمد بن محمّد بن عيسى في الفقه كلّه في غير المقام أنّه روى عن الإمام الصادق(عليه السلام)بواسطة واحدة، بل في جميع رواياته ـ بمقدار تتبّعي في الكتب الأربعة ـ يروي إمّا بواسطتين أو بثلاث وسائط عن الإمام الصادق(عليه السلام). وفي هذه الرواية يروي بواسطة واحدة وهي إسماعيل الجعفيّ، وتأريخ أحمد بن محمّد بن عيسى يقتضي أن يروي بأكثر من واسطة؛ لأنّ الإمام الصادق(عليه السلام) توفّي سنة 148 وأحمد بن محمّد بن عيسى كان حيّاً إلى سنة 274، فالفارق بينه وبين الإمام الصادق(عليه السلام) يكون 126 سنة، فمن المستبعد جدّاً وحدة الواسطة بينه وبين الإمام الصادق(عليه السلام)، إلاّ أن يفرض طول عمر مهمّ في الواسطة.

الثالث: أنّ أحمد بن محمّد بن عيسى ينقل في كتاب النوادر الذي أخذ عنه صاحب الوسائل هذا الحديث ينقل فيه حديث الرفع أيضاً بصيغة اُخرى عن الحلبيّ، وهذا أشكل؛ فإنّنا إن لم نعثر على تصريح بزمان وفاة إسماعيل بن جابر فقد صرّح بعض علماء الرجال بأنّ الحلبيّ توفّي في أيّام الإمام الصادق(عليه السلام)، فالحلبيّ يكون من قبيل إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفيّ الذي لا نحتمل رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عنه، وقد نقل حديث الرفع عن الحلبيّ وعن إسماعيل