المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثالث

184

ولكن يمكن أن يقال في المقام: إنّ رواية أحمد بن محمّد بن عيسى، عن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفيّ غير محتملة؛ لأنّه قد نصّ في ترجمة إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفيّ على أنّه مات في حياة الإمام الصادق(عليه السلام)، وأحمد بن محمّد بن عيسى وإن كنّا لم نضبط تأريخ وفاته، ولكن ورد في ترجمته أنّه حضر جنازة أحمد بن محمّد بن خالد حافياً حاسراً(1). وقد جاء في ترجمة أحمد بن محمّد بن خالد أنّه توفّي في سنة 274، إذن فأحمد بن محمّد بن عيسى كان حيّاً في سنة 274 ـ أي: بعد وفاة الإمام الصادق(عليه السلام)بمئة وستّ وعشرين سنة ـ فلو فرض أنّه كان يروي عن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفيّ الذي توفّي في حياة الإمام الصادق(عليه السلام) للزم أن يكون عمره ـ على الأقلّ ـ مئة وخمساً وأربعين سنة مثلاً، وهذا مضافاً إلى بعده في نفسه مطمأنّ بعدمه بلحاظ عدم النصّ عليه في كتب الرجال، وهم ينصّون عادةً على المعمّر كي لا يقع الاشتباه من هذه الناحية. فنحن وإن كنّا نميل ميلاً قويّاً بلحاظ ما مضى إلى أنّ إسماعيل الجعفيّ متى ما يطلق يراد به إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفيّ، لا إسماعيل بن جابر الجعفيّ(2) لكن في خصوص حديث الرفع قد يجعل ما ذكرناه من عدم إمكان رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عنه قرينة على كون المقصود به ابن جابر الجعفيّ لا ابن عبد الرحمن.



(1) هذا غير ثابت؛ إذ لم يرو إلاّ من قِبل العلاّمة(رحمه الله) في الخلاصة نقلاً عن كتاب مجهول.

(2) وإن كان يطلق أيضاً نادراً على إسماعيل بن جابر الجعفيّ كما في رواية الأذان على ما قاله النجاشيّ، وكما فيما رواه الكلينيّ في الكافي ـ ج 6، الباب 20، من كتاب الطلاق، ح 1 و 3 ـ عن إسماعيل الجعفيّ، ورواه الصدوق بعينه في الفقيه ـ ج 3،ح 1615 ـ عن إسماعيل بن جابر الجعفيّ.