المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثالث

173

اُمّتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه»(1). وهذه الرواية لو تمّت سنداً وغضضنا النظر عن عدم إمكان نقل أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحلبيّ مباشرةً(2) لا تنفعنا في المقام؛ إذ ليس فيها عنوان (ما لايعلمون).

وهناك رواية اُخرى أيضاً في الوسائل في كتاب الأيمان تنتهي إلى أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ربعي، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «عفي عن اُمّتي ثلاث: الخطأ، والنسيان، والاستكراه». قال أبو عبد الله(عليه السلام): «وهنا رابعة وهي: ما لا يطيقون»(3). وهذه الرواية أيضاً لا تنفعنا؛ لعدم وجود عنوان (ما لا يعلمون) فيها.

نعم، هنا رواية اُخرى في الوسائل تنتهي إلى أحمد بن محمّد بن عيسى، عن إسماعيل الجعفيّ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: سمعته يقول: «وضع عن هذه الاُمّة ستّ خصال: الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطرّوا إليه»(4). وهذا الحديث مشتمل على الجملة المقصودة



(1) الوسائل، ج 16، ب 16 من الأيمان، ح 5، ص 144.

(2) هذا الإشكال يقوى لو حملنا الحلبيّ على الحلبيّ المعروف ـ أعني: محمّد بن عليّ بن أبي شعبة ـ أو على أخيه ـ أعني: عبد الله بن عليّ بن أبي شعبة ـ أمّا لو حمل على يحيى بن عمران الحلبيّ الذي يروي عن الصادق والكاظم(عليهما السلام)فالإشكال يكون أخف، ولكن الإنصاف أنّ نقل أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الصادق(عليه السلام) بواسطة واحدة بعيد في الغاية، وهذا العيب موجود في حديث ربعي أيضاً.

(3) الوسائل، ج 16، ب 16 من الأيمان، ح 4، ص 144.

(4) المصدر السابق، ح 3. وهناك روايات اُخرى في حديث الرفع كلّها غير مفيدة في المقام:

فقد روي في الوسائل في نفس الباب الحديث السادس، عن أحمد بن محمّد بن عيسى