المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الأوّل

77

 

 

 

 

استراتيجيّته(قدس سره) السياسيّة في العمل الإسلاميّ

 

إنّ الاُستاذ الشهيد(رحمه الله) مرّ بأدوار عديدة في عمله الإسلاميّ، والتطوّر المشهود في أساليب عمله يرجع إلى عدّة أسباب:

1 ـ إنّ العمل المتكامل في فترة طويلة نسبيّاً يتطلّب بطبيعته المرحليّة التطوّر والتغيّر بمرور الزمن، بمعنى: أنّ ما يصحّ من العمل في مرحلة منه ربّما لايصحّ في المرحلة المسبقة، والعكس صحيح أيضاً.

2 ـ إنّ تبدّل العوامل الخارجيّة الذي ربّما لايكون من أوّل الأمر بالحسبان، يؤثّر لامحالة في طريقة العمل.

3 ـ إنّ أصل النظريّة في اُسلوب العمل قد تنضج وتتكامل وتتطوّر في ذهن الإنسان بمرور الزمان، ممّا يؤثّر في اُسلوب العمل، ويؤدّي إلى تطويره.

إنّ اُستاذنا الشهيد(رحمه الله) أسّس في أوائل شبابه حزباً إسلاميّاً باسم (حزب الدعوة الإسلاميّة)، وكان هذا في وقته تقدّماً ملحوظاً في الوعي السياسيّ بالنسبة إلى مستوى الوعي المتعارف آنئذ في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، حتّى إنّ كثيراً من المتديّنين بالتديّن الجافّ آنذاك كان يرمي من ينتمي إلى حزب إسلاميّ ـ فضلاً عمّن يؤسّس حزباً إسلاميّاً ـ بالانحراف عن خطّ الإسلام الصحيح، وبالارتباط بالاستعمار الكافر، وكلّ من كان يدّعي ضرورة إقامة الحكم الإسلاميّ كان يُتّهم بمثل هذه الاتّهامات؛ لأنّ إقامة الحكم الإسلاميّ لاتكون في نظرهم إلّا بعد ظهور الإمام صاحب الزمان عجلّ الله فرجه.

أمّا تأريخ تأسيسه(رحمه الله) لهذا الحزب، ففي شهر ربيع الأوّل من سنة (1377 هـ )، على حسب ما قاله الحاجّ محمّد صالح الأديب حفظه الله، وهو يعدّ أحد أعضاء النواة الاُولى، أو يعتبر إحدى اللبنات الأوّليّة لبناء صرح الحزب.