المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الأوّل

139

لأنفسهم بالذلّ والخنوع، وباعوا كرامتهم، وتحوّلوا إلى عبيد أذلّاء.

إنّ هؤلاء المتسلّطين قد امتهنوا حتّى كرامة حزب البعث العربىّ الاشتراكىّ، حيث عملوا من أجل تحويله من حزب عقائدىّ إلى عصابة، تطلب الانضمام إليها والانتساب لها بالقوّة والإكراه، وإلّا فأىّ حزب حقيقىّ يحترم نفسه في العالم يفرض الانتساب إليه بالقوّة؟!

إنّهم أحسّوا بالخوف حتّى من الحزب العربىّ الاشتراكيّ نفسه الذي يدّعون تمثيله! أحسّوا بالخوف منه إذا بقي حزباً حقيقيّاً له قواعده التي تبنيه، ولهذا أرادوا أن يهدموا قواعده؛ لتحويله إلى تجميع يقوم على أساس الإكراه والتعذيب؛ ليفقد أىّ مضمون حقيقىّ له.

يا إخواني وأبنائي من أبناء الموصل والبصرة... من أبناء بغداد وكربلاء والنجف... من أبناء سامرّاء والكاظميّة... من أبناء العمارة والكوت والسليمانيّة... من أبناء العراق في كلّ مكان، إنّي اُعاهدكم بأنىّ لكم جميعاً، ومن أجلكم جميعاً، وإنّكم جميعاً هدفي في الحاضر والمستقبل... فلتتوحّد كلمتكم، ولتتلاحم صفوفكم تحت راية الإسلام، ومن أجل إنقاذ العراق من كابوس هذه الفئة المتسلّطة، وبناء عراق حرّ كريم، تغمره عدالة الإسلام، وتسوده كرامة الإنسان، ويشعر فيه المواطنون جميعاً ـ على اختلاف قوميّاتهم ومذاهبهم ـ بأنّهم إخوة، يساهمون جميعاً في قيادة بلدهم، وبناء وطنهم، وتحقيق مُثُلهم الإسلاميّة العليا، المستمدّة من رسالتنا الإسلاميّة وفجر تأريخنا العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

النجف الأشرف

محمّد باقر الصدر

هذا كلُّه بعض ما يؤشّر ـ في أواخر حياة اُستاذنا الشهيد ـ إلى أنّه لو كانت تستمرّ حياته المباركة، لكانت تتكرّر تجربة إيران الإسلام على يديه في العراق.

لا أقول: إنّ سلطة العراق الكافرة والاستكبار العالميّ اطّلعا على كلّ هذه النقاط وغيرها، لكنّي أقول: إنّهما اطّلعا حتماً على القدر الكافي ممّا يشير إلى هذه النتيجة، إذن