المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الأوّل

11

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللّهُ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ الطيِّبِينَ الطاهِرِين.

﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون﴾

صدق الله العليّ العظيم.

أرى لزاماً لي في مقدّمة هذا الكتاب الذي هو تقرير لبحث الاُصول لاُستاذنا الشهيد آية الله العظمى السيّد محمّدباقر الصدر (رضوان الله عليه) أن أكتب ترجمة متواضعة عن حياة هذا الشهيد العظيم الذي أنار درب العلم للعلماء، ودرب الشهادة للشهداء، وشقّ السبيل أمام العاملين للإسلام. فبأبي هو وأمّي ونفسي من قائد فذّ لايجارى، ومرجع كبير لايضاهى، وسلام عليه يوم ولد ويوم استُشهد ويوم يبعث حيّاً.

أفتتح ترجمتي لحياة اُستاذي الشهيد(رحمه الله) بحديث مختصر عن اُسرته الكريمة استللت عمدة ما فيه من رسالة بعثها إليّ المرحوم العلّامة المجاهد السيّد عبدالغنيّ الأردبيليّ(قدس سره)، وكانت هذه الرسالة مشتملة على ترجمة حياة الاُستاذ واُسرته كتبها في النجف الأشرف بقرب المترجم له. وهو تلميذ من تلامذة هذا الاُستاذ قد تُوفيَّ قبل استشهاد اُستاذنا، وذلك بتأريخ ( 28 / رجب / 1397 هـ )، وقد رثاه اُستاذنا في ضمن ما رثاه بقوله:

«... إذا كان القدر الذي لارادّ له قد أطفأ في لحظة أملي في أن أمتدّ بعد وفاتي،وأعيش في قلوب بارّة كقلبه، وفي حياة نابضة بالخير كحياته، فإنّي أتوسّل إليك يا ربّي بعد حمدك في كلّ يسر وعسر أن تتلقّاه بعظيم لطفك، وتحشره مع الصدّيقين من عبادك الصالحين وحسن اُولئك رفيقاً، وأن لاتحرمه قربي، ولاتحرمني رؤيته بعد وفاته ووفاتي بعد أن حُرِمتُ ذلك في حياته، وأرجو أن لايكون انتظاري طويلاً للاجتماع به في