المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول القسم الأوّل - الجزء الأوّل

141

المرحلة الثانية: أنّه يتفرّع على ما مضى أنّ المعنى الحرفيّ ليس هو مفهوم النسبة والعلقة والربط ونحو ذلك، فإنّ هذه المفاهيم إنّما هي نسبة وعلقة وربط بالنظر التصوّريّ، وليست نسبة وربطاً حقيقة وبالنظر التصديقيّ، وقد عرفت أنّ مفهوم الحرف يكون بالنظر التصديقيّ عين الحقيقة، فهو واقع الربط والنسبة(1).

المرحلة الثالثة(2): أنّه توجد عندنا ثلاث نسب في ثلاثة أوعية:

1 ـ النسبة بين النار الخارجيّة والموقد الخارجيّ مثلاً في وعاء الخارج.

2 ـ النسبة بين النار الذهنيّة والموقد الذهنيّ في وعاء ذهن المتكلّم.

3 ـ النسبة بين النار الذهنيّة والموقد الذهنيّ في وعاء ذهن السامع.

فهل يوجد بين هذه النسب جامع ذاتيّ أو لا؟

قد يتراءى وجود جامع ذاتيّ بينها، وهو مفهوم النسبة. والصحيح: أنّه جامع عرضيّ من قبيل جامع «أحدها» أو «الشيء» ونحو ذلك، وليس جامعاً ذاتيّاً. والبرهان على ذلك يتكوّن من ثلاث كلمات:

1 ـ إنّ تحصيل الجامع الذاتيّ يكون بالاحتفاظ على المقوّمات الذاتيّة أو بعضها للأفراد، وإلغاء الخصوصيّات العرضيّة لها، فمثلاً في تحصيل الجامع الذاتيّ بين أفراد الإنسان تلغى الخصوصيّات العرضيّة من قبيل البياض والطول والقصر


(1) كأنّ ما ورد في هذه المرحلة أيضاً مصاغة بالصياغة المناسبة للتفسير الأوّل من تفسيري الوجودات الذهنيّة الماضي ذكرهما في تعليقنا على المرحلة الاُولى من البيان، وهو تفسيرها بكونها مجرّد تصاوير وانعكاسات عمّا في الخارج، وكيف لا وهي متفرّعة ـ كما قال اُستاذنا ـ على المرحلة الاُولى المصاغة على مبنى ذاك التفسير!

(2) هذه المرحلة من البيان تستفاد من كلام الشيخ الإصفهانيّ(رحمه الله) في كتابه: «الاُصول على النهج الحديث» ص 25 بحسب طبعة جماعة المدرّسين بقم.