المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

99

ذكره في السجن لرسول الملك، فهو يقول: إنّي أطلب أن تحقّقوا مع النسوة؛ كي يعلم العزيز أنّي لم أخنه بالغيب في امرأته، وفي نفس الوقت لا اُبرّئ نفسي، فالنفس بحدّ ذاتها أمّارة بالسوء إلاّ ما رحم ربّي.

قال حفظه الله: والظاهر: أنّ الدافع لهؤلاء إلى هذا التفسير هو: أنّهم لم يريدوا أن ينسبوا هذا المستوى من التنبّه والمعرفة إلى امرأة العزيز، في حين أنّه لا يبعد أن يصبح الإخفاق والانصدام لشخص في مقابل أهوائه وطيشه سبباً لتحقّق حالة الصحو والإحساس بالذنب والخجل(1)، وقد شوهد كثيراً أنّ الإخفاق في العشق المجازيّ أدّى إلى الانتهاء إلى التعشّق الحقيقيّ، وهو تعشّق الله سبحانه وتعالى، ويشهد لحصول هذا التنبّه لزليخا عدد من الروايات الواردة في حكاية حالها في السنين المتأخّرة من حياتها(2).



(1) خاصّة أنّه لم يثبت أنّها لم تكن تؤمن بالله تعالى، فلعلّها كانت تؤمن به، وكانت تعبد الأصنام بتخيّل أنّها تقرّبها إلى الله زلفى. (من المؤلّف دام ظلّه).

(2) من قبيل ما روي في الأماليّ عن الإمام الباقر(عليه السلام) من قول امرأة العزيزليوسف: «الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكاً بطاعته، وجعل الملوك عبيداً بمعصيته». راجع الأماليّ للشيخ الطوسي(رحمه الله)، ص 456، بحسب نشر دار الثقافة بقم. وراجع البحار، ج 12، ص 269. (من المؤلّف دام ظلّه).