المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

98

من شائبة دعوى الحول والقوّة، في حين أنّه هو من المخلَصين المتوغّلين في التوحيد الذين لا يرون لغيره تعالى حولاً ولا قوّة، بادر إلى نفي الحول والقوّة عن نفسه، ونسبةِ ما ظهر منه من عمل صالح وصفة جميلة إلى رحمة ربّه.

واستدلّ على هذا التفسير بوجوه، مهمّها وجه واحد، وهو: أنّ جملة﴿إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾تشتمل على معارف جليلة توحيديّة لا تصدر إلاّ عن بيوت الأ نبياء، ومَن في خطّ الأنبياء، لا عن بيوت المشركات وامرأة محاطة بها الأهواء.

ولكن الشيخ ناصر مكارم ـ حفظه الله ـ أصرّ(1) على أنّ هذا الكلام كلام امرأة العزيز.

وعليه فالمعنى: أنّ امرأة العزيز اعترفت بالحقّ قائلةً: إنّني أقول ذلك ليعلم يوسف أنّي لم أخنه بالغيب، وما اُبرّئ نفسي ممّا صدر عنّي من المراودة عن نفسه؛ فإنّ النفس لأمّارة بالسوء إلاّ ما رحم ربّي.

وخلاصة ما أفاده ـ حفظه الله ـ في المقام مايلي:

ذكر بعض من المفسّرين: أنّ الآيتين الأخيرتين من كلام يوسف



(1) تفسر الأمثل، ج 7، ص 230.