المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

97

الآيتان من كلام يوسف(عليه السلام) أو امرأة العزيز؟

ذهب السيّد الطباطبائيّ(رحمه الله) في الميزان(1) إلى أنّ هاتين الآيتين هما من كلام يوسف الذي أرسله من السجن إلى المِلك، وعليه فالمعنى: أنّ يوسف(عليه السلام) طلب في ضمن ما أرسله: أنّكم قوموا بالفحص؛ ليعلم العزيز أنّي لم أخنه بالغيب في امرأته، وليس مقصودي بذلك تنزيه النفس، وإنّما ذلك منسوب إلى لطف الله بي؛ فإنّ النفس بحدّ ذاتها أمّارة بالسوء إلاّ ما رحم ربّي، فقوله: ﴿أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ لمّا لم يكن يخلو


تستر الحقّ أكثر من هذا.

الثاني: أنّه من مشاهدة الدروس المليئة بالعبر على مرور الزمن تجلّت لها هذه الحقيقة: وهي أنّ الله يرعى الصالحين، ولا يوفّق الخائنين في مرادهم أبداً؛ ولهذا بدأت الحجب تنقشع عن عينيها شيئاً فشيئاً، وتلمس الحقيقة، فلا عجب أن تعترف بهذا الاعتراف الصريح.

وتواصل امرأة العزيز القول: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي﴾والتبرئة: إزالة الشيء عمّا كان لازماً له؛ لأنّ النفس أمّارة بالسوء، أي: تنزع إلى السوء، فلست اُبرّئ نفسي من ذلك، والأمّارة: الكثيرة الأمر بالشيء.


(1) ج 11 من طبعة إسماعيليان، ص 196 ـ 199.