المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

93

 

 

 

﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ * قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوء قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾(1).

 



(1) الآية: 50 ـ 51.

﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ...﴾في الكلام حذف وإضمار إيجازاً، والتقدير: وجاء الرسول وهو الساقي، فنبّأهم بما ذكره يوسف من تأويل الرؤيا، وقال الملك بعد ما سمعه: ائتوني به. وظاهر أنّ الذي أنبأه من جدب سبع سنين متوالية كان أمراً عظيماً، والذي أشار إليه من الرأي البيّن الصواب أعظم منه، وأغرب عند الملك المهتمّ بأمر اُمّته المعتني بشؤون مملكته، ولذلك أمر بإحضاره ليكلّمه ويتبصّر بما يقوله مزيد تبصّر. وقد راعى(عليه السلام)أدباً بارعاً في قوله للرسول: ﴿ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ﴾فلم يذكر امرأة العزيز بما يسوؤها، وإنّما أشار إلى النسوة اللاتي راودنه، ولم