المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

83


منزل السعادة، والدين المحكم غير المتزلزل الذي فيه الرشد من غيرغىّ، والحقّيّة من غير بطلان، ولكنّ أكثر الناس ـ لاُنسهم بالحسّ والمحسوس وإنهماكهم في زخارف الدنيا الفانية حرموا سلامة القلب، واستقامة العقل ـ لا يعلمون ذلك، وإنّما يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا، وهم عن الآخرة معرضون.

﴿يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً...﴾قوله: ﴿أَمَّا أَحَدُكُمَا...﴾تأويل رؤيا من قال منهما: ﴿إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً﴾ وقوله: ﴿وَأَمَّا الآخَرُ...﴾تأويل لرؤيا الآخر. وقوله: ﴿قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ﴾لا يخلو من إشعار بأنّ الصاحبين، أو أحدهما كذّب نفسه في دعواه الرؤيا، ولعلّه الثاني لمّا سمع تأويل رؤياه بالصلب وأكل الطير من رأسه.

﴿وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاج مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ...﴾الضمائر في قوله: ﴿قَالَ﴾و ﴿ظَنَّ﴾و ﴿لَبِثَ﴾راجعة إلى يوسف، أي: قال يوسف للذي ظنّ هو أنّه سينجو منهما: اذكرني عند ربّك بما يثير رحمته، لعلّه يخرجني من السجن.

وإطلاق الظنّ على اعتقاده مع تصريحه لهما بأنّه من المقضيّ المقطوع به،