المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

82


كناية عن أنّه لا مسمّيات وراء هذه الأسماء، فتقع العبادة في مقابل الأسماء كلفظة إله السماء، وإله الأرض وإله البحر، وإله البر، والأب والاُمّ وابن الإله، ونظائر ذلك. وقد أكّد كون هذه الأسماء ليس وراءها مسمّيات بقوله: ﴿أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم﴾ فإنّه في معنى الحصر، أي: لم يضع هذه الأسماء أحد غيركم، بل أنتم وآباؤكم وضعتموها، ثُمّ أكّده ثانياً بقوله: ﴿ما أَنْزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَان﴾والسلطان: هو البرهان؛ لتسلّطه على العقول، أي: ما أنزل الله بهذه الأسماء أو بهذه التسمية من برهان يدلّ على أنّ لها مسمّيات وراءها. ﴿إِنِ الْحُكْمُ إلاَّ لِلّهِ﴾إذ الحكم في أمر مّا لا يستقيم إلاّ ممّن يملك تمام التصرّف، ولا مالك للتصرّف والتدبير في اُمور العالم وتربية العباد حقيقة إلاّ الله سبحانه. ومعنى الآية: ما تعبدون من دون الله إلاّ أسماء خالية من المسمّيات، لم يضعها إلاّ أنتم وآباؤكم من غير أن ينزل الله سبحانه من عنده برهاناً يدلّ على أنّ لها شفاعة عند الله، أو شيئاً من الاستقلال في التأثير؛ حتّى يصحّ لكم دعوى عبادتها لنيل شفاعتها، أو طمعاً في خيرها أو خوفاً من شرّها. وأمّا قوله: ﴿ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾فيشير به إلى ما ذكره من توحيد الله، ونفي الشريك عنه. والقيّم هو القائم بالأمر، القويّ على تدبيره. والمعنى: أنّ دين التوحيد وحده هو القويّ على إدارة المجتمع، وسوقه إلى