المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

74

فضجر يوسف، فقال: ﴿رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ﴾»(1).

 



(1) كنز الدقائق، ج 6، ص 306، وفيه نقلاً عن تفسير عليّ بن إبراهيم: شكا يوسف في السجن إلى الله، فقال: يا ربّ، بما استحققت السجن؟ فأوحى الله إليه: أنت اخترته حين قلت: ﴿رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾هلاّ قلت: العافية أحبّ إليّ ممّا يدعونني إليه؟!

وكذلك نقل في الصفحة (305) عن أنوار التنزيل: إنّما ابتلي بالسجن لقوله هذا، وإنّما كان الأولى به أن يسأل الله العافية، ولذلك ردّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)على من كان يسأل الصبر على البلاء، يعني: فاسأل العافية وكشف البلاء بدلاً من سؤال الصبر على البلاء.

وهناك قصّة طريفة عن بعض نساء مصر بحضرة يوسف دفاعاً عن زليخا، أو توسيطاً بينه وبين زليخا، رواها الشيخ ناصر مكارم عن بعض في تفسير الأمثل (ج 7، ص 200):

قالت إحداهنّ: لماذا هذا الاستعصام والدلال والتمنّع؟! ولماذا لا ترحمهذه العاشقة المبتلاة؟! ألا ترى هذا الجمال الفائق؟! ألست أنت شابّاً؟! أوَ لست تلتذّ بالجمال والعشق؟! أفهل أنت حجرٌ أم خشب أم ماذا؟!

وقالت الاُخرى: إن كنت لا تفهم شيئاً من الجمال والعشق، أفلا تعلم أنّها امرأة عزيز مصر، ولها كلّ القدرة والعظمة في هذه البلاد، فلو أطعتها ملكت