المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

73

المعشوق خصوصاً على مستوى ﴿لَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ﴾ فلم يكن هذا إلاّ حبّاً لشهوتها الجنسيّة، وإنّما الحبّ الحقيقيّ هو حبّ الكمالات والمعنويّات، والمصداق الكامل لذلك هو حبّ الله سبحانه وتعالى(1).

 

السجن أحبّ إلى يوسف(عليه السلام):

ثُمّ انكشف ليوسف أنّ تلك النسوة لسن بأتقى من زليخا؛ إذ بدأت كلّ واحدة منهنّ تدعوه إلى نفسها على ما ورد في تفسير كنز الدقائق نقلاً عن تفسير عليّ بن إبراهيم، بسند له إلى الرضا(عليه السلام): «فما أمسى يوسف في ذلك البيت حتّى بعثت كلّ امرأة رأته تدعوه إلى نفسها،



(1) وفي مصباح الشريعة: حبّ الله إذا أضاء على سرّ عبد، أخلاه عن كلّ شاغل، وكلّ ذكر سوى الله. والمحبّ أخلص الناس سرّاً لله، وأصدقهم قولاً، وأوفاهم عهداً، وأزكاهم عملاً، وأصفاهم ذكراً، وأعبدهم نفساً، تتباهى الملائكة عند مناجاته، وتفتخر برؤيته، وبه يعمر الله تعالى بلاده، وبكرامته يكرم عباده، يعطيهم إذا سألوا بحقّه، ويدفع عنهم البلايا برحمته، فلو علم الخلق ما محلّه عند الله ومنزلته لديه، ما تقرّبوا إلى الله إلاّ بتراب قدميه.

وعن إمامنا زين العابدين(عليه السلام) في مناجاة المحبّين:

«إلهي، من ذا الذي ذاق حلاوة محبّتك، فرام منك بدلاً، ومن ذا الذي أنس بقربك، فابتغى عنك حولاً». (من المؤلّف دام ظلّه).