المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

70


شعورهنّ وإرادتهنّ بمفاجأة مشاهدة ذاك الحسن الرائع، فقطّعن أيديهنّ تقطيعاً مكان الفاكهة التي كنّ يردن قطعها. ﴿وَقُلْنَ حَاشَ لله﴾تنزيه لله سبحانه في أمر يوسف، وهذا كقوله تعالى: ﴿ما يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ﴾النور:(16)، وهو من أدب الكلام عند الملّيّين إذا جرى القول في أمر فيه نوع تنزيه وتبرئة لأحد يبدأ فينزّه الله سبحانه، ثُمّ يشتغل بتنزيه من اُريد تنزيهه، فهنّ لمّا أردن تنزيهه(عليه السلام) بدأن بتنزيهه تعالى، ثُمّ أخذن ينزّهنه. ﴿مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ﴾ نفي أن يكون يوسف(عليه السلام)بشراً، وإثبات أنّه ملك كريم، وهذا بناءً على ما يعتقده الملّيّون ومنهم الوثنيّون: أنّ الملائكة موجودات شريفة هم مبادئ كلّ خير وسعادة في العالم، منهم يترشّح كلّ حياة وعلم وحسن وبهاء وسرور، وسائر ما يتمنّى ويؤمّل من الاُمور.

﴿قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْـتُنَّنِي فِيهِ...﴾الكلام في موضع دفع دخل، كأنّ قائلا يقول: فماذا قالت امرأة العزيز لهنّ؟ فقيل: قالت: فذلكنّ الذي لمتنّني فيه. وأشارت إلى شخص الذي لمنها فيه، ووصفته بأنّه الذي لمنها فيه؛ ليكون هو بعينه جواباً عمّا رمينها به من ترك شرف بيتها، وعزّة زوجها، وعفّة نفسها في حبّه، وعذراً قبال لومهنّ إيّاها في مراودته. ثُمّ اعترفت