المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

68

نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناًمِّنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِوَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ *


ولا يخفى أنّ منشأيّته للأشياء ومُنشئيّته لها تعطي بظاهرها معنى اُلوهيّته(عليه السلام)، وهذا كفر بالله أو شرك، فلو اُريد توجيه ذلك يجب أنيفسّر بمثل ما اشتهر بشأن رسول الله(صلى الله عليه وآله) من رواية «لولاك لما خلقتالأفلاك».

وقد يدّعى وجود تتمّة للرواية، وهي: «ولولا عليّ لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما» فلو صحّت هذه فليس معناها: أنّ عليّاً(عليه السلام)أفضل من رسول الله(صلى الله عليه وآله)؛ فإنّ رسول الله أفضل من عليّ، ولا أنّ فاطمة(عليها السلام)أفضل منهما، فإنّهما أفضل من فاطمة، بل معناها: أنّه لولا عليٌّ لذهبت جهودرسول الله(صلى الله عليه وآله) من بعد فوته أدراج الرياح، وانمحى الدين نهائيّاً، ولولا فاطمة لذهبت جهودهما أدراج الرياح؛ لأنّ عليّاً(عليه السلام) لم يستطع أخذ الحقّ وإحقاقه بالسيف، في حين أنّ ذاك الحقّ من صلب الإسلام الحقيقيّ، واضطرّ إلى الصلح، فكانت تبقى الحقيقة مخفيّة إلى الأبد، والذي أدرك الموقف وأوضح الأمر هو الوجود العاطفيّ لفاطمة(عليها السلام)في نفوس الاُمّة ممّا أمكنها في خطبتها الغرّاء، وغير ذلك أن تقف المواقف التي سبّبت انتشار الحقّ ولو بعد حين. (من المؤلّف دام ظلّه).