المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

61


والخروج، لعلّها تفوز بما تريده منه، وأنّ يوسف سبقها إلى الباب، فاجتذبته من قميصه من الوراء، فشقّته. ﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ﴾الإلفاء: الوجدان، يقال: ألفيته كذا، أي: وجدت. والمراد بسيّدها زوجها، قيل: إنّه جرى على عرف مصر، وقد كانت النساء بمصر يلقّبن زوجهنّ بالسيّد. ولمّا ألفيا سيّدها لدى الباب، انقلب مجلس المراودة إلى موقف التحقيق، فبدأت امرأة العزيز تشكو يوسف إليه، وتسأله أن يجازيه، فذكرت أنّه أراد بها سوءاً، وعليه أن يسجنه، أو يعذّبه عذاباً أليماً، لكنّها لم تصرّح بذلك، ولا بشيء من أطراف الواقعة، بل كنّت وأتت بحكم عامّ عقلائيّ يتضمّن مجازاة من قصد ذوات البعل بالفحشاء.

﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُل...﴾وقد أشار هذا الشاهد إلى دليل تنحلّ به العقدة ويتّضح طريق القضيّة، فتكلّم فقال: إن كان قميصه قُدّ من الأمام، فصدقت وهو من الكاذبين، وكون القدّ من الأمام يدلّ على منازعتهما ومصارعتهما بالمواجهة، فالقضاء لها عليه، وإن كان قميصه قُدّ من الخلف، فكذبت وهو من الصادقين، فإنّ كون القدّ من الخلف يدلّ على هربه منها، وتعقيبها إيّاه، واجتذابها له إلى نفسها، فالقضاء له عليها.

﴿فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُر...﴾أي: فلمّا رأى العزيز قميص يوسف