المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

51

عزيز مصر، وقد أمر امرأته زليخا بأن لا تتعامل معه معاملة العبد المملوك، بل تكرم مثواه، فإمّا أن ينتفعوا به مستقبلاً كرجل مناصر أمين لهم، وإمّا أن يتّخذوه ولداً على أساس أنّ عزيز مصر لم يكن له ولد.

وكلّ هذا كان في تقدير الله مقدّمةً لانتهاء أمر يوسف إلى تعليم الله إيّاه تأويل الأحاديث، ولغلبة الله تعالى في أمره: من تأثير عمل أعداء يوسف ـ وهم إخوته ـ في وصوله إلى قُلّة العظمة، ومنتهى القدرة، وعرش العزّ والكرامة، وهكذا يغلب الله على أمره، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.

 

ما المقصود ببلوغ الأشدّ والحكم؟

وأمّا المقصود ببلوغ الأشُدّ، فقرينة المقام تشير إلى أنّه هو البلوغ الجنسيّ برغم أنّ هذا العنوان ينطبق على مصاديق اُخرى أيضاً كبلوغ أربعين سنة.

وأمّا المقصود بالحكم، فأغلب الظنّ أنّه هو النبوّة، وأنّ الوحي الذي مضى في الآية الخامسة عشرة لم يكن هو وحي النبوّة.

 

ليس المقصود بـ﴿هَمّ بها﴾ الهمّ الفعليّ بالزنا:

ووصوله(عليه السلام) إلى مرتبة النبوّة هو أحد دليلَيْنا على أنّ المقصود بهمّه بها في الآية: (24) من نفس السورة ليس هو الهمّ الفعليّ بالزنا،