المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

42

جبرئيل(عليه السلام) فدخل عليه، فقال: يا غلام، ما تصنع هاهنا؟!

فقال: إنّ إخوتي ألقوني في الجبّ، قال: أفتحبّ أن تخرج منه؟ قال: ذاك إلى اللهعز وجل، إن شاء أخرجني، قال: فقال له: إنّ الله يقول لك: ادعني بهذا الدعاء حتّى اُخرجك من الجبّ، فقال له: وما الدعاء؟ قال: قل: اللّهمّ إنّي أسألك ـ بأنّ لك الحمد، لا إله إلاّ أنت المنّان، بديع السماوات والأرض، ذوالجلال والإكرام ـ أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تجعل لي ممّا أنا فيه فرجاً ومخرجاً».

والوحي المشار إليه في هذه الآية الكريمة يحتمل أن يكون هو وحي النبوّة، فأصبح نبيّاً في غيابة الجبّ في صغره، كما أصبح يحيى وعيسى(عليهم السلام)نبيّين في صغرهما، ويحتمل أن لا يكون على مستوى النبوّة، وأن تكون نبوّته حصلت في سنّ البلوغ، كما قد يستظهر ذلك من قوله تعالى ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمَاً وَعِلْمَاً﴾(1).

أمّا بناءً على الرواية التي رويناها، فلو صحّت، فقد يفترض أنّ نزول جبرئيل عليه، وأمره إيّاه بالدعاء يكون نوع نبوّة، ويحمل قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمَاً وَعِلْمَاً﴾ على الرسالة.

وعلى أيّ حال، فيبدو أنّ قوله سبحانه وتعالى: ﴿لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ﴾ إشارة إلى ما وقع بعد ذلك من دخولهم على



(1) الآية: 22 من نفس السورة.