المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

40

فانتزعه حذراً عليه من أن تكون البلوى من الله على يعقوب في يوسف خاصّة؛ لموقعه من قلبه، و حبّه له.

قال: فغلبت قدرة الله وقضاؤه ونافذُ أمره في يعقوب ويوسف وإخوته، فلم يقدر يعقوب على دفع البلاء عن نفسه، ولا عن يوسف وولده، فدفعه إليهم وهو لذلك كاره متوقّع للبلوى من الله في يوسف.

فلمّا خرجوا من منزلهم، لحقهم أبوهم مسرعاً، فانتزعه من أيديهم، فضمّه إليه واعتنقه وبكى، ودفعه إليهم، فانطلقوا به مسرعين؛ مخافة أن يأخذه منهم، ولا يدفعه إليهم.

فلمّا مضوا به أتوا به غيضة(1) أشجار، فقالوا: نذبحه و نلقيه تحت هذه الشجرة، فيأكله الذئب الليلة، فقال كبيرهم يهوذا: لا تقتلوا يوسف، ولكن ألقوه في غيابة الجُبّ يلتقطه بعض السيّارة إن كنتم فاعلين».

 

* * *



(1) الغَيْضَة: الأَجمة، والموضع يكثر فيه الشجر ويلتفّ.