المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

32

بشأن أخيهم يوسف، وهي أن حدّثوا أنفسهم بالتوبة على ما يبدو منقوله تعالى: ﴿وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ﴾ وهذا ما يتذرّع به كثير من المسلمين الذين يذنبون، وهذا هو الذي تذرّع به عمر بن سعد في قتل الحسين(عليه السلام)حيث قال:

فإنْ صدقوا فيما يقولون إنّني
أتوبُ إلى الرحمنِ من سنتين

وغفلوا أوّلاً: عن أنّه لا ضمان لبقائهم أحياء إلى أن يصبحوا قوماً صالحين، ويتوبوا عمّا يفعلون الآن بيوسف.

يا مَن يَعُدُّ غداً لتوبتِهِ
أعلى يقين من بلوغِ غدِ
أيّامُ عمرِكَ كلُّها عددٌ
ولعلَّ يومك آخرُ العددِ

وثانياً: عن أنّ ترك الذنب أسهل من التوبة، فسلام الله على مولى المتّقين الذي قال: «ترك الذنب أهون من طلب التوبة»(1).

والسرّ في ذلك واضح؛ فإنّ القلب بذاته نورانيّ ناصع ذو صفاء، فإذا تعكّر صفاؤه بالذنب، أصبحت التوبة أصعب.

وإغواء الشيطان للإنسان المؤمن بوعده إيّاه بالتوبة هو أنجح طريق للشيطان في الغلبة على وجدان المؤمن حينما يمنعه عن ارتكاب الذنب.

 



(1) نهج البلاغة، طبعة ابن أبي الحديد ذات عشرين مجلّداً، ج 18، ص 396.