يوسف(عليه السلام) يستقبل أبويه و إخوته:
قوله تعالى: ﴿آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْه﴾ أي: ضمّهما إليه، يعني: عانقهما.
قوله(عليه السلام): ﴿ادْخُلُوا مِصْر﴾ هذا يدلّ على أنّه استقبلهم خارج مصر، وعلى أحد أبوابه.
قوله عزّ من قائل: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْش﴾ هذا في داخل قصره.
قولهعز وجل: ﴿خَرُّوا لَهُ سُجَّداً﴾ يعني: طاعةً لله، وتحيّةً ليوسف، فلم يكن هذا عبادة لغير الله، وهذا بعينه هو الحال في سجود الملائكة لآدم.
وروى المجلسيّ في البحار(1) عن تفسير عليّ بن إبراهيم ما حاصله: لمّا دخلوا مصر قعد يوسف على سريره، ووضع تاج الملك على رأسه، فأراد أن يراه أبوه على تلك الحالة، فلمّا دخل أبوهلم يقم له(2)، فخرّوا كلّهم له سجّداً، فقال يوسف: ﴿يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ
سؤال المملوك المولّى عليه: أن يجعله كما تستدعيه ولايته عليه في الدنيا والآخرة، وهو الإسلام مادام حيّاً في الدنيا، والدخول في زمرة الصالحين في الآخرة.
(1) ج 12، ص 250 ـ 252.
(2) لعلّه أراد بهذا إبراز عظمة مُلكه هو إدخالاً للسرور على أبيه، ولكن مع ذلك كان هذا يعني: صدور ترك الأولى عنه. (من المؤلّف دام ظلّه).