المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

160


الدخول في أمر لإفساده. والمراد: وقد أحسن بي من بعد أن أفسد الشيطان بيني وبين إخوتي، فكان من الأمر ما كان، فأدّى ذلك إلى فراق بيني وبينكم، فساقني ربّي إلى مصر، فأقرّني في أرغد عيش وأرفع عزّة وملك، ثُمّ قرّب بيننا بنقلكم من البادية إلىّ في دار المدنيّة والحضارة ﴿إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ﴾تعليل لإخراجه من السجن ومجيئهم من البدو، ويشير به إلى ما خصّه الله به من العناية والمنّة.

﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي...﴾لمّا أثنى(عليه السلام) على ربّه، وعدّ ما دفع عنه من الشدائد والنوائب، أراد أن يذكر ما خصّه به من النعم المثبتة وقد هاجت به المحبّة الإلهيّة، وانقطع بها عن غيره تعالى، فترك خطاب أبيه، وانصرف عنه وعن غيره ملتفتاً إلى ربّه، وخاطب ربّه عزّ اسمه. وقوله: ﴿فَاطِرَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ﴾إضراب وترقٍّ في الثناء، ورجوع منه(عليه السلام) إلى ذكر أصل الولاية الإلهيّة بعد ما ذكر بعض مظاهرها الجليلة، كإخراجه من السجن والمجيء بأهله من البدو، وإيتائه من الملك، وتعليمه من تأويل الأحاديث؛ فإنّ الله سبحانه ربّ فيما دقّ وجلّ معاً، ولىّ في الدنيا والآخرة جميعاً. وقوله: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾لمّا استغرق(عليه السلام)في مقام الذلّة قبال ربّ العزّة، وشهد بولايته له في الدنيا والآخرة، سأله