المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

159


ليوسف أنّ بين هؤلاء الساجدين يعقوب(عليه السلام)وهو ممّن نصّ القرآن الكريم على كونه مخلَصاً (بالفتح) لله لا يشرك به شيئاً، ويوسف(عليه السلام) وهو المسجود له منهم بنصّ القرآن، وهو القائل لصاحبيه في السجن: ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء، ولم يردعهم، فليس إلاّ أنّهم إنّما أخذوا يوسف آية لله، فاتّخذوه قبلة في سجدتهم، وعبدوا الله بها لا غير، كالكعبة التي تؤخذ قبلة فيصلّى إليها، فيعبد بها الله دون الكعبة.

﴿قَالَ يَا أَبَتِ...﴾لمّا شاهد(عليه السلام) سجدة أبويه وإخوته الأحد عشر، ذكر الرؤيا التي رأى فيها أحد عشر كوكباً والشمس والقمر له ساجدين، وأخبر بها أباه وهو صغير، فأوّلها له، فأشار إلى سجودهم له، وقال: ﴿يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً﴾ ثُمّ أثنى على ربّه شاكراً له، فقال: ﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ﴾فذكر إحسان ربّه به في إخراجه من السجن، وهو ضرّاء وبلاء دفعه الله عنه بتبديله سرّاء ونعمة من حيث لا يحتسب؛ إذ جعله وسيلة لنيله العزّة والمُلك. ولم يذكر إخراجه من الجبّ قبل ذلك لحضور إخوته عنده، وكان لا يريد أن يذكر ما يسوؤهم ذكره كرماً وفتوّة، بل أشار إلى ذلك بأحسن لفظ يمكن أن يشار به إليه، فقال: ﴿وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي﴾ والنزغ: هو