المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

158


مختلفون في أنّهما كانا والديه، أباه واُمّه حقيقة، أو أنّهما يعقوب وزوجهخالة يوسف بالبناء على أنّ اُمّه ماتت وهو صغير، ولا يوجد في كلامه تعالى ما يؤيّد أحد المحتملين، غير أنّ الظاهر من الأبوين هما الحقيقيّان.ومعنى الآية: ولمّا دخلوا، أي: أبواه وإخوته وأهلهم على يوسف ـ وذلكفي خارج مصر ـ آوى وضمّ إليه أبويه، وقال لهم مؤمّناً لهم: ادخلوا مصرإن شاء الله آمنين.

﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا...﴾العرش: هو السرير العالي، ويكثر استعماله فيما يجلس عليه الملك ويختصّ به. والخرور: السقوط على الأرض. والبدو: البادية؛ فإنّ يعقوب كان يسكن البادية. وقوله: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ﴾أي: رفع يوسف أبويه على عرش الملك الذي كان يجلس عليه، ومقتضى الاعتبار وظاهر السياق أنّهما رفعا على العرش بأمر من يوسف تصدّى خدمه لا هو بنفسه، كما يشعر به قوله: ﴿وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً﴾فإنّ الظاهر أنّ السجدة إنّما وقعت لأوّل ما طلع عليهم يوسف، فكأنّهم دخلوا البيت واطمأنّ بهم المجلس، ثُمّ دخل عليهم يوسف، فغشيهم النور الإلهيّ المتلألئ من جماله البديع، فلم يملكوا أنفسهم دون أن خرّوا له سجّداً. وهذه السجدة ليست سجدة عبادة، والدليل على أنّها لم تكن منهم سجدة عبادة