المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

154

يعقوب(عليه السلام) يجد ريح يوسف:

قوله: ﴿لَوْلاَ أَنْ تُفَنِّدُون﴾ يعني: لولا أن تسفّهون.

والذين قالوا له: إنّك لفي ضلالك القديم هم أحفاده وأشباههم من المرتبطين به.

 


ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ﴾القديم: مقابل الجديد، والمراد به: المتقدّم وجوداً، وهذا ما واجهه به بعض بنيه الحاضرين عنده، وهو من سيّئ حظّهم في هذه القصّة، تفوّهوا بمثله في بدء القصّة؛ إذ قالوا: ﴿إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَل مُّبِين﴾وفي ختمها، وهو قولهم هذا: ﴿تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ﴾والظاهر أنّ مرادهم بالضلال هاهنا هو مرادهم بالضلال هناك، وهو المبالغةفي حبّ يوسف؛ وذلك أنّهم كانوا يرون أنّهم أحقّ بالحبّ من يوسفوهم عصبة، إليهم تدبير بيته والدفاع عنه، لكنّ أباهم قد ضلّ عنمستوى طريق الحكمة، وقدّم عليهم في الحبّ طفلين صغيرين لا يغنيانعنه شيئاً، ثُمّ لمّا فقد يوسف جزع له، ولم يزل يجزع ويبكي حتّى ذهبتعيناه، وتقوّس ظهره.

﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ...﴾البشير: حامل البشارة، وكان حامل القميص.

﴿قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ...﴾القائلون بنو يعقوب، ويريدون بالذنوب ما فعلوه به في أمر يوسف وأخيه، وأمّا يوسف فقد كان استغفر لهم قبل.

﴿قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ...﴾ أخّر يعقوب(عليه السلام) الاستغفار لهم ليتمّ له النعمة بلقاء يوسف وتطيب نفسه به كلّ الطيب بنسيان جميع آثار الفراق، ثُمّ يستغفر لهم، وفي بعض الأخبار أنّه أخّره إلى وقت يستجاب فيه الدعاء.