المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

14

العقل، ولو ورد ما ظاهره مناف لما قرّره العقل، فلابدّ من تأويل ذلك الظاهر إلى ما يوافق العقل ويدركه. وتسمّى بـ (المعتزلة).

والمعتزلة فرقة كلاميّة نشأت في أواخر القرن الهجريّ الأوّل، أوائل القرن الثاني، وسمّوا معتزلة لا عتزال مؤسّسها واصل بن عطاء الغزّال (80 ـ 131 هـ) مجلسَ الحسن البصريّ بعد خلافه معه في حكم الفاسق بأنّه لا مؤمن ولا كافر.

وقد اختلف أتباع هذه الاتّجاهات الكلاميّة، واشتدّ الجدل والأخذ والردّ في موضوعات عقائديّة تعدّ من اُمّهات المسائل الاعتقاديّة بين المسلمين، وهي عدد اُصول العقائد في الإسلام، وكذا في صفات الله تعالى وتجسّمه، وكلامه، ورؤيته، والتوسّل، والشفاعة والاستغاثة وغيرها. واختلفوا في مسألة خلق القرآن الكريم، فذهب قوم إلى أنّ القرآن قديم غير مخلوق، وذهب خصومهم من المعتزلة وغيرهم إلى القول بخلق القرآن الكريم، وقد دار على هذا الموضوع صراع واسع أدّى إلى استباحة الدماء، وارتكاب المجازر، وصدور الفتاوى بالتكفير(1).



(1) راجع ـ لأجل معرفة التفصيل فيما ذكرناه من المسالك الكلاميّةوالاختلاف في اُمور العقائد بين المذاهب الإسلاميّة السنّيّة ـ كتابَ الملل والنحل ج 1 و ج 2 و ج 3، وكتاب الإلهيّات للشيخ جعفر السبحانيّ، وكتاب الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة لهاشم معروف الحسنيّ.