المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

138

الأخ الأكبر لا يطيق مواجهة أبيه:

يبدو ـ والله العالم ـ أنّ كبيرهم هذا هو الذي حكى الله تعالى عنه ـ في أوّل ما صمّم الإخوة على قتله، أو طرحه في البيداء والذي هو أيضاً كان يعني المصير إلى الموت والفناء ـ بقولهعز وجل: ﴿قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِين﴾. و ﴿خَلَصُوا نَجِيّاً﴾يعني: تباعدوا عن الناس يتناجون بينهم في الموضوع، فلم يقبل كبيرهم أن يرجع إلى أبيهم، ولعلّه كان ذلك خجلاً منه، فكأنّه بقي هناك حتّى تثبت براءته تجاه قصّة بنيامين، والتي تكون علامتها إذن الأبِ بالرجوع، أو نزول حكم الله تعالى ببراءته، وعلّم الإخوة توضيح الأدلّة التي كانت كافية في نظره في تبرئتهم جميعاً من الخيانة في قصّة بنيامين، وهي توجيه السؤال من قبل يعقوب إلى أهل مصر وإلى القافلة التي رجعوا معها، ولكن كلّ هذا الكلام لم يقنع يعقوب بالأمر بعد أن كان قد رأى منهم الخيانة بشأن يوسف كما يشهد لذلك قوله تعالى:

 


لم نفرّط في أمره، بل إنّه سرق فاستُرقّ. فالمراد بالقرية التي كانوا فيها: بلدة مصر على الظاهر، وبالعير التي اقبلوا فيها: القافلة التي كانوا فيها.