المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

137


بأخيكم، ومن قبل هذه الواقعة ما فرّطتم ـ أي: تفريطكم وتقصيركم ـفي أمر يوسف، عهدتم أباكم أن تحفظوه وتردّوه إليه سالماً، فألقيتموهفي الجبّ، ثُمّ بعتموه من السيّارة، ثُمّ أخبرتم أباكم أنّه أكله الذئب ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ﴾أي: فإذا كان الشأن هذا الشأن، فلن أتنحّى، ولن اُفارق أرضمصر حتّى يأذن لي أبي برفعه اليد عن الموثق الذي واثقته به، أو يحكم الله لي، وهو خير الحاكمين، فيجعل لي طريقاً إلى النجاة من هذه المضيقة التي سدّت عليّ كلّ باب.

قيل: المراد بقوله: ﴿وَمَا شَهِدْنَا إلاَّ بِمَا عَلِمْنَا﴾أ نّا لم نشهد في شهادتنا هذه أنّ ابنك سرق إلاّ بما علمنا من سرقته.

وقوله: ﴿وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ﴾قيل: أي: لم نكن نعلم أنّ ابنك سيسرق فيؤخذ ويسترقّ، وإنّما كنّا نعتمد على ظاهر الحال، ولو كنّا نعلم ذلك لما بادرنا إلى أخذه معنا في السفر، ولا أقدمنا على الميثاق. ومعنى الآية: أنّ ابنك سرق، وما شهدنا في جزاء السرقة إلاّ بما علمنا، وما كنّا نعلم أنّه سرق السقاية، وأنّه سيؤخذ بها حتّى نكفّ عن تلك الشهادة، فما كنّا نظنّ به ذلك.

﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا...﴾أي: واسأل جميع من صاحبنا في هذه السفرة، أو شاهد جريان حالنا عند العزيز؛ حتّى لا يبقى لك أدنى ريب في أنّا