المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

134

إخوة يوسف(عليه السلام) يخطأون في الدفاع:

روى المجلسيّ في البحار(1) عن تفسير عليّ بن إبراهيم بسند له عن الحسن بن بنت إلياس وإسماعيل بن همام، عن أبي الحسن(عليه السلام)(2) قال: «كانت الحكومة في بني إسرائيل إذا سرق أحد شيئاً استرقّ به، وكان يوسف عند عمّته وهو صغير، وكانت تحبّه، وكانت لإسحاق منطقة


السرقة، ولم ينفه، ولم يبيّن حقيقة الحال، بل أسرّها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم، وكأنّ هناك قائلاً يقول: كيف أسرّها في نفسه؟ فاُجيب: أنّه قال: أنتم شرّ مكاناً وأسوأ حالا؛ لما في أقوالكم من التناقض، وفي نفوسكم من غريزة الحسد الظاهرة، واجترائكم على الكذب في حضرة العزيز بعد هذا الإكرام والإحسان كلّه، والله أعلم بما تصفون أنّه قد سرق أخ له من قبل، فلم يكذّبهم في وصفهم، ولم ينفه.

﴿قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ...﴾سياق الآيات يدلّ على أنّهم إنّما قالوا هذا القول لمّا شاهدوا أنّه استحقّ الأخذ والاستعباد، وذكروا: أنّهم أعطوا أباهم موثقاً من الله أن يرجعوه إليه، فعند ذلك عزموا أن يفدوه بواحد منهم.

﴿قَالَ مَعَاذَ اللّهِ...﴾ردّ منه(عليه السلام) لسؤالهم أن يأخذ أحدهم مكانه.

(1) ج 12، ص 249 ـ 250، ح 15.

(2) المقصود هو الإمام الرضا(عليه السلام) بقرينة الراويين. (من المؤلّف دام ظلّه).