المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

130

يوسف(عليه السلام) يحتفظ بأخيه:

قوله سبحانه وتعالى: ﴿آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ﴾ روي في


﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ...﴾الإشارة إلى ما جرى من الأمر في طريق أخذ يوسف(عليه السلام) أخاه لاُمّه من عصبة إخوته وقد كان كيداً؛ لأنّه يوصل إلى ما يطلبه منهم من غير أن يعلموا ويتفطّنوا به، غير أنّه كان بإلهام من الله سبحانه أو وحي منه إليه؛ ولذلك نسب الله سبحانه ذلك إلى نفسه مع توصيفه بالكيد، فقال: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ﴾ و ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ﴾بيان للسبب الداعي إلى الكيد، وهو أنّه كان يريد أن يأخذ أخاه إليه، ولم يكن في دين الملك، أي: سنّته الجارية في أرض مصر طريق يؤدّي إلى أخذه، ولا أنّ السرقة حكمها استعباد السارق، ولذلك كادهم يوسف بأمر من الله بجعل السقاية في رحله، ثُمّ إعلام أنّهم سارقون حتّى ينكروه، فيسألهم عن جزائه إن كانوا كاذبين، فيخبروا: أنّ جزاء السرقة عندهم أخذ السارق واستعباده، فيأخذهم بما رضوا به لأنفسهم. ﴿نَرْفَعُ دَرَجَات مِّن نَّشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْم عَلِيمٌ﴾امتنان علىيوسف(عليه السلام)بما رفعه الله على إخوته، وبيان لقوله: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ﴾وكان امتناناً عليه. وفي قوله: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْم عَلِيمٌ﴾بيان أنّ العلممن الاُمور التي لا يقف على حدّ ينتهي إليه، بل كلّ ذي علم يمكن أن يفرض من هو أعلم منه.