المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

110

يوسف(عليه السلام) يتولّى خزائن الأرض:

ولمّا رأى الملك فراسة يوسف(عليه السلام) في تفسير الرؤيا، وحكمته العظيمة للتخطيط لخمس عشرة سنة الآتية من سنيّ مصر، وإثباته لبراءة نفسه بأفضل وجه، قال: ائتوني به أستخلصه لنفسي، فلمّا كلّمه ورآه في منتهى العقل والدراية والفطنة، قال: إنّك لدينا مكينٌ في الاُمور والتصرّفات، أمينٌ معتمدٌ في أمانتك.

 


أمر أرزاق الناس، فيجمعها ويدّخرها للسنين السبع الشداد التي سيستقبلها الناس، وتنزل عليهم جدبها ومجاعتها، ويقوم بنفسه لقسمة الأرزاق بين الناس وإعطاء كلّ منهم ما يستحقّه.

﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنـَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ...﴾التمكين: هو الإقدار. والتبوّء: أخذ المكان. والإشارة بقوله: كذلك إلى ما ساقه من القصّة بما انتهى إلى نيله(عليه السلام)عزّة مصر، وهو حديث السجن، وقد كانت امرأة العزيز هدّدته بالصغار بالسجن، فجعله الله سبباً للعزّة. وقوله: ﴿وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الُْمحْسِنِينَ﴾إشارة إلى أنّ هذا التمكين أجر اُوتيه يوسف(عليه السلام)، ووعد جميل للمحسنين جميعاً أنّ الله لا يضيع أجرهم.

﴿وَلاََجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ...﴾ أي: لأولياء الله من عباده، فهو وعد جميل اُخرويّ لأوليائه تعالى خاصّة، وكان يوسف(عليه السلام)منهم.