المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

100

وقال حفظه الله: إنّ ربط هاتين الآيتين بكلام يوسف في السجن خلاف الظاهر، وبعيد غاية البعد، ولا يلائم أيّ معيار من معايير الفصاحة والبلاغة القرآنيّة:

فأوّلاً: قد ابتدأت الآية بكلمة ﴿ذَلِكَ﴾ وهي إشارة إلى كلام سابق لتعليله بعلّته، والكلام السابق هو كلام امرأة العزيز، و يكون إرجاعها إلى كلام يوسف الوارد مع الفاصل الكبير عجيباً وبعيداً غاية البعد.

وثانياً: كيف تلائم جملة: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾كلام يوسف الذي هو بصدد إثبات براءة نفسه، وإنّما يناسب هذا الكلام مَن يكون قد صدرت عنه أقلّ زلّة، ونحن نعلم أنّ يوسف(عليه السلام)لم تصدر عنه أقلّ زلّة(1).

ومن طريف ما يحكى في التحوّل من التعشّق المجازيّ بعد الإخفاق في هذا الطريق قصّة الشاعر الأديب البارع الإيرانيّ المعروف بشهريار(رحمه الله).

والمحكيّ مايلي: إنّه(رحمه الله) كان في عنفوان شبابه يتعشّق بنتاً، ويريد الزواج بها، لا أنّه(رحمه الله) كان يقصد الفجور لا سمح الله، ولكن أهلها امتنعوا عن تزويجها إيّاه إلى أن زوّجوها من شخص آخر، فانصدم شهريار، وترك هذه الحالة، وبعدها أنشأ القصيدة الاُولى، أو



(1) وستأتي تتمّة كلام سماحة الشيخ ناصر مكارم حفظه الله بعد نقل قصّة شهريار.