المولفات

المؤلفات > الشهيد الصدر سموّ الذات وسموّ الموقف

216

والانفصال عنه، والاعتصام ضدّه في مقاصيرهم المحاطة بقوى الأمن والمخابرات، بينما كان علىّ وعمر يعيشان مع الناس وللناس وفي وسط الناس ومع آلامهم وآمالهم.

أ لاترون إلى احتكار هؤلاء للسلطة احتكاراً عشائريّاً، يسبغون عليه طابع الحزب زوراً وبهتاناً؟! وسدّ هؤلاء أبواب التقدّم أمام كلّ جماهير الشعب سوى اُولئك الذين رضوا لأنفسهم بالذلّ والخنوع، وباعوا كرامتهم، وتحوّلوا إلى عبيد أذلاّء.

إنّ هؤلاء المتسلّطين قد امتهنوا حتّى كرامة حزب البعث العربىّ الاشتراكىّ، حيث عملوا من أجل تحويله من حزب عقائدىّ إلى عصابة، تطلب الانضمام إليها والانتساب لها بالقوّة والإكراه، وإلاّ فأىّ حزب حقيقىّ يحترم نفسه في العالم يفرض الانتساب إليه بالقوّة؟!

إنّهم أحسّوا بالخوف حتّى من الحزب العربىّ الاشتراكيّ نفسه الذي يدّعون تمثيله! أحسّوا بالخوف منه إذا بقي حزباً حقيقيّاً له قواعده التي تبنيه، ولهذا أرادوا أن يهدموا قواعده؛ لتحويله إلى تجميع يقوم على أساس الإكراه والتعذيب؛ ليفقد أىّ مضمون حقيقىّ له.

يا إخواني وأبنائي من أبناء الموصل والبصرة... من أبناء بغداد وكربلاء والنجف... من أبناء سامرّاء والكاظميّة... من أبناء العمارة والكوت والسليمانيّة... من أبناء العراق في كلّ مكان، إنّي اُعاهدكم بأنىّ لكم جميعاً، ومن أجلكم جميعاً، وإنّكم جميعاً هدفي في الحاضر والمستقبل... فلتتوحّد كلمتكم، ولتتلاحم صفوفكم تحت