المولفات

المؤلفات > الشهيد الصدر سموّ الذات وسموّ الموقف

204

أهدافها الإسلاميّة، وحماية شخصيّتها العقائديّة من تسلّل الآخرين.

وهكذا نرى أنّ المبارزة الشريفة التي تقود الشعب الإيرانىّ المسلم في كفاحه تدعو اليوم ـ أكثر من أىّ يوم مضى ـ بعد أن وصلت إلى هذه المرحلة الدقيقة من مسيرتها، واكتسبت ولاء الاُمّة ـ كلّ الاُمّة ـ على الساحة، أقول: إنّها مدعوّة اليوم ـ أكثر من أىّ يوم مضى ـ إلى أن تنظر بعين إلى الحاجات الفعليّة لمسيرتها، وتنظر بعين اُخرى إلى حاجاتها المستقبليّة، وذلك بأن تحدّد معالم النظرة التفصيليّة من الآن فيما يتّصل بأيديولوجيّتها ورسالتها الإسلاميّة الشريفة، وكما أنّها مرتبطة في النظرة الاُولى إلى الحاجات الفعليّة للمسيرة وتقييمها وتحديد خطواتها بالمرجعيّة الدينيّة المجاهدة كذلك لابدّ أن ترتبط بالنظرة الثانية ـ وفي تحديد معالم أيديولوجيّة إسلاميّة كاملة ـ بالمرجعيّة الدينيّة الرشيدة التي قادت كفاح هذا الشعب منذ سنين؛ لأنّ المرجعيّة هي المصدر الشرعيّ والطبيعىّ للتعرّف على الإسلام وأحكامه ومفاهيمه.

كما نرى ـ أيضاً ـ أنّ المبارزة الشريفة قد حقّقت مكسباً كبيراً حينما أفهمت العالم كلّه بخطأ ما كان يتصوّره البعض: من أنّ الإسلام لايبرز للساحة إلاّ كمبارز للماركسيّة، وليس من همّه بعد ذلك أن يبارز الطبقة الاُخرى، فإنّ هذا التصوّر كان يستغلّه البعض في سبيل إسباغ طابع التخلّف والتبعيّة على المبارزة الإسلاميّة، وقد تمزّق هذا التصوّر من خلال المبارزة الشريفة التي برزت على الساحة الإيرانيّة باسم الإسلام، وبقوّة الإسلام، وبقيادة المرجعيّة الدينيّة