المولفات

المؤلفات > الشهيد الصدر سموّ الذات وسموّ الموقف

194

وقد قامت السلطة المجرمة بقطع الماء والكهرباء والتلفون عن منزل السيّد الشهيد، وبقينا أيّاماً بهذه الحال».

انتهى ما أردت نقله هنا من الشيخ النعمانيّ (حفظه الله) بتغيير يسير.

وقبل أن أنتقل إلى ذكر الاعتقال الرابع أذكر هنا اتّصالاً هاتفيّاً لاُستاذنا الشهيد(قدس سره)في أيّام احتجازه في البيت: اتّصل بأحد الأشخاص في إيران، وقرأ عليه ما يكون كجواب عن برقيّة أرسلها السيّد الإمام الخمينيّ ـ دام ظلّه ـ إليه يستفسره عن حاله، وأكبر الظنّ أنّ الاُستاذ الشهيد قد سمع البرقيّة بتوسّط إذاعة إيران.

وعلى أيّة حال، فنصّ الجواب ما يلي:

«سماحة آية الله العظمى الإمام المجاهد السيّد الخمينيّ دام ظله: استمعت إلى برقيّتكم التي عبّرتم بها عن تفقّدكم الأبوىّ لي، وإنّي إذ لايتاح لي الجواب على البرقيّة ـ لأ نّي مودع في زاوية البيت، ولايمكن أن أرى أحداً أو يراني أحد ـ لايسعني إلاّ أن أسأل المولى ـ سبحانه وتعالى ـ أن يديم ظلّكم مناراً للإسلام، ويحفظ الدين الحنيف بمرجعيّتكم القائدة، أسأله تعالى أن يتقبّل منّا العناء في سبيله، وأن يوفّقنا للحفاظ على عقيدة الاُمّة الإسلاميّة العظيمة، وليس لحياة أىّ إنسان قيمة إلاّ بقدر ما يعطي لاُمّته من وجوده وحياته وفكره، وقد أعطيتم للمسلمين من وجودكم وحياتكم وفكركم ما سيظلّ به على مدى التأريخ مثلاً عظيماً لكلّ المجاهدين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».