المولفات

المؤلفات > فقه العقود ج2

32

حكماً لكن الإيحاء النفسي له أثره التربوي، فحينما يتقيّد بالتورية رغم حليّة الكذب وكأنَّما يوحي إلى نفسه انّه هرب من الكذب إلى الصدق، فهذا الإيحاء بنفسه له أثره المرغوب فيه.

أدلّة عدم لحوق التورية بالكذب:

وقد يستدلّ ببعض الآيات أو الروايات على جواز التورية وعدم التحاقها بالكذب من قبيل:

قوله تعالى: ﴿ثمّ أذّن مؤذّن ايّتها العير انّكم لسارقون﴾(1) حيث تُحمل على التورية بمعنى انّهم سرقوا يوسف (عليه السلام).

وقوله تعالى: ﴿فنظر نظرة في النجوم * فقال انّي سقيم﴾(2) حيث تفسّر بمعنى السقم في الدين أو السقم في الحسين (عليه السلام). وقوله تعالى: ﴿بل فعله كبيرهم هذا فسئلُوهم إن كانوا ينطقون﴾(3) وقد وردت بهذه التفاسير بعض الروايات(4) الواردة في مقام إخراج هذه الآيات عن الكذب، إلّا انّ تلك الروايات ضعيفة السند والآية الثانية غير واضحة في الكذب فلعلّ قواعد النجوم كانت مشيرة حقيقة إلى انّه سيكون سقيماً كما انّ الآية الثالثة واضحة في عدم الكذب، بقطع النظر عن فرض التورية، إذ من الواضح لكلّ عاقل بالقرينة الحالية


(1) يوسف: 70.

(2) الصافات: 88 و 89.

(3) الأنبياء: 63.

(4) راجع تفسير البرهان 2: 261، الحديث 6، 7، 8، في تفسير قوله تعالى: ﴿أ يّتها العير إنّكم لسارقون﴾ و 3: 65، الحديث 3، في تفسير قوله تعالى: ﴿بل فعله كبيرهم﴾ و 4: 25، الحديث 1 و 5، في تفسير قوله تعالى: ﴿إنّي سقيم﴾.