المولفات

المؤلفات > أساس الحكومة الإسلاميّة

8

(صلى الله عليه وآله) قد عين نظام الإمامة االمنصوص عليها بعد وفاته، والتي تمثلت أول ما تمثلت في الإمام علي بن أبي طالب، الذي تتابعت النصوص النبوية الشريفة على تعيينه بأمر الله مرجعاً شرعياً للأمة، وولياً للأمر فيها. كما أن الإمام علياً (عليه السلام) بدوره قد نص على الامام من بعده، وهكذا الى الامام الثاني عشر، وهو الامام المهدي (عليه السلام) الذي غاب عن الناس، وبقي حياً يرزق، وقد أعده الله تعالى لينشئ دولة العدل الشاملة لأرجاء الأرض، بعدما ملئت ظلماً وجوراً.

فالمجال الطبيعي للبحث عن أساس الحكم الاسلامي ـ بعد فرض أساس التشيع ـ إنما هو بالنسبة لعصر غيبة الامام (عليه السلام).

وما يمكن استفادته من المصادر الشيعية، والذي أفتى به جملة من فقهاء مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ـ كأطروحة لنظام الحكم الاسلامي في زمن الغيبة ـ هو "ولاية الفقيه" ضمن شروط معينة يجب أن تتوفر فيه.

وهذا الكتاب المتواضع المعروض بين يدي القارئ الكريم، بحث استدلالي مقارن بين الديموقراطية، والشورى، وولاية الفقيه… ولذلك فقد اشتمل على ثلاثة أبحاث:

الأول ـ في الديموقراطية، ونمرّ خلال البحث عنها على الدكتاتورية بشكل عابر.