المولفات

المؤلفات > أساس الحكومة الإسلاميّة

42

وهذا مقياس مقلوب، فالعلاقة الحقيقية بالدين يجب أن تتم على ضوء مطابقته للواقع ومدى توفر الاثباتات العقلية والفطرية والمدارك المقنعة على صحة معتقداته واقعاً وصحة نسبته الى الله تعالى. فإذا توفر الدليل التام على صحته، منحته البشرية زمامها لينظمها ويوجهها، لا أنها تبدأ أولاً ببناء نظامها مستقلة على السماء ثم لا تقبل أي دين إلا إذا أثبت جدارته في إعانتها على تمشية أمور نظامها المدني المذكور.

الثالثة:

أكد روسو في النوع الثاني من الأديان على أنه يلقي المجتمع في الخرافات والأوهام، ويغرق عبادة الله في طوفان من الطقوس الجوفاء. أما الاسلام فنرى أن نظام العبادات فيه وما يحققه من معطيات وآثار أساسية على المسيرة الحضارية للانسان والسير التكاملي للمجتمع خالية من الأوهام الوثنية وغيرها، تكفي لنفي هذا التصور عن الدين الحقيقي.

ويتجلى هذا بوضوح لو لاحظنا البناء الاسلامي الكل ودور العبادات البارز في هذا التصميم الرباني للحياة.

أما الشفعاء والشفاعة فقد وضعها الاسلام، في الاطار الإيجابي البنّاء الباعث على الأمل والمحقق لغايات كبرى، نافياً عنها السلبيات