المولفات

المؤلفات > أساس الحكومة الإسلاميّة

40

المدني والتسامح الديني ويؤمن بالأول مخطئ، فإن هذين النوعين من التسامح أو عدم التسامح لا ينفصل أحدهما عن الآخر؛ فمن المستحيل العيش مع أناس يعتقد بأنهم هالكون، فحبهم يعني كره الله الذي يعاقبهم، فلا بد قطعاً من إرجاعهم الى الدين القويم أو من تعذيبهم، والآن إذ لم يبق ولا يمكن أن يكون قد بقي دين قومي منفرد، ينبغي التسامح مع جميع الأديان التي تتسامح مع غيرها بقد ما لا تنطوي عقائدها على شيء مضاد لواجبات المواطن"(1).

والحقيقة الواضحة من خلال مطالعتنا لهذا النص هي: أن روسو نظر الى الدين من خلال ما صورته له الأديان المخترعة أو المنحرفة التي ابتليت بما أفقدها روح الدين الحقيقة وحولها الى تعاليم جافة بعيدة عن منطق الحضارة والحياة. أما الاسلام فإنه يبرأ من هذه التصورات. فإذا أردنا محاسبة روسو على ضوء الاسلام وتعاليمه وجدنا الكثير من نقاط الضعف في كلامه. ونحن هنا نركز على بعضها موضحين الواقع في كلمات:

الأولى:

ذكر في النوع الثالث من الأديان: أنه يفترض نظاماً ووطناً



(1) راجع كتاب جان جاك روسو في العقد الاجتماعي، ترجمة ذوقان قرقوط، ص206 ـ ص 213، وقد نقلنا كلامه مع شيء من التلخيص.